اهداء الى وطني الجريح
السير في ذلك الشارع ... تحت خيوط من ضياء القمر .. في ظل انقطاع التيار الكهربائي دائماً ..قرب
تمثال بدر شاكر السياب .. فالمجد نراه قد تعلق هناك .. ومع امواج الشاطىء القريب ... تأخذوه
حسرة وحرقة وتمتزج الدمعة مع العبرة .. يتذكر في تلك اللحظات انه يسكن في بلد لا يحق له الحلم ..
ولا يجوز اليه بلوغ مقصد ..لم يكتفي بالدموع بات يصرخ ومن يسمع (( فلا حياة لمن تنادي ))
هكذا يحلم العراقي في الصيف تحت درجة حرارة 50 مئوية والكهرباء غير موجودة !! لنرى الاجساد
مرهقة والطفح الجلدي واضح على الاغلبية .. هكذا يعيش العراقي يتيم الاحلام .. يمكث قرب المجد
ويعجز عن الوصول اليه ... ويبث الامل ويفتقد اليه ... مرة اخرى يلقِ نظرة الى ذلك التمثال ... لعله
يجد جواباً لكل سؤال .. تذكر ان الجماد لا يتكلم ... بعد لحظات كان عليه ان يمضي كما تمضي مياه
النهر ...من حيث جاءت .. فقد عادت الكهرباء واضاءت مصابيح الشارع وما هي الا دقائق لتنقطع
الكهرباء ... ويعود الظلام الى تلك الشوارع المظلومة .. ويأتي شخص اخر يقف قرب تمثال بدر
شاكر السياب .. هكذا حياة العراقي