nona عضو فعال جدا
المساهمات : 400 تاريخ التسجيل : 25/08/2008 العمر : 37
| موضوع: من مذكرات عراقي الجمعة أغسطس 29, 2008 5:04 am | |
| كل يوم تطالعنا الأنباء بأحداث مؤلمة وصور مبكية عما يحدث فى عراقنا الحبيب وقد كتبت تلك الخاطرة بعد أن شاهدت مشهدا لأحد حوادث التفجير والعمليات التى يطلق عليها "مقاومة؟؟!!" والتى يذهب ضحيتها عشرات من المدنيين الأبرياء الذين لاذنب لهم سوى تواجدهم قدرا بمكان الحادث
صوت إنفجار مدوى زلزل الأركان من منزلى وإهتزت من شدته الجدران بث الرعب فى قلبى وصمت منه الآذان هرعت خارج البيت أعدو نحو الصوت فرأيت إمرأة تعدو يتشبث بطرف ثوبها طفل وتصرخ بأعلى الصوت وتلوح بيدها نحو النيران وعندما دققت النظر فإذابى أرى حطام لما كان فريبا بنيان ورجالا وشبابا يملأ صياحهم المكان
عدوت معهم وتسمرت قدماى وأنا أشاهد بين الركام بقايا أشلاء لأجسام كانت تحيا من وقت قريب بهذا المكان وكانت تنعم ببعض من الإطمئنان هذا زراع مبتور وهذه يد طفل ممسكة ببقايا طعام كسرة خبز جافة كان يأكلها منذ ثوان وهذ شيخ مسجى ساقه مكسورة يبكى بكاء طفل فقد أمه الآن وعندما تطلعت فوقى شاهدت ألسنة من النيران ودخان يغطى وجه السماء فعدت ببصرى فإذابىأرى مزيدا من الأشلاء
وشدنى أصوات لبعض الصبية أتو ليشاهدو المشهد يحدقون بأفواه غاغرة وعقول يملأها الخوف وعيون تحدق بخوف وأجساد نحيلة قد أضناها التعب صامتين كالبلهاء يحدقون تارة للمكان وتارة إخرى للسماء وبعضهم ينشج بالبكاء وعلى بعد خطوات من المكان رأيت كهلا يجر قدميه بصعوبة بالغة متجها نحو الحطام يفتش يبحث عن بقايا من اشلاء لقريب لهوربما يكون إبنه فى إعياء وقدغلبه البكاء بصوت مكتوم ونظرات تحدق فى السماء يستنجد رحمة من الله
وتمر الحظات كالموت كئيبة بطيئة وقد علا الوجوه صمت يتكلم بغير صوت ثم تأتى سيارة تحمل شارة كأنها سيارة لحمل الموتى كتب عليها خطأ سيارة إسعاف يهبط منها بضعة أشخاص يرتدون ملا بس الإسعاف وعلى أكتافهم شارت حمراء بلون الدم أخذ البعض منهم يعدو نحو المكان والبعض الآخر وقف بغير إكتراث يصيح فى الناس ويأمرهم بالإبتعاد والناس تأبى فى عناد وبدأ بعضهم يحمل جثث الموتى وبقايا الأشلاء ويلقى بها جانبا كأنها نفايات وي فتشون فيها عن بطاقات هوية ويقرأون الأسماء ثم يحملون المصابين غير مكترثين
وفى هذا الزخم تخطلت أصوات وعويل لرجال ونساء تنادى أسماء أقارب لهم وصراخ لمصابين قد هدهم الألم حتى أسكت لبعض منهم الصوت بوجوه شاحبة تقرأ فيها الموت ويدور جدال بين نساء وشباب ورجال يقول البعض ويتساءل أهذا هو الجهاد؟؟!!ماذنب الأطفال والنساء ليتحولو فى لحظات إلى اشلاء أهذا هو الإسلام؟؟ يقاطعه آخر لقد أخطأو الهدف فقافلة الأمريكان على بعد أمتار من هذا المكان وكان بينهم وبنها مجرد ثوان ولكنه فرق التوقيت ويرد عليه آخر أليس هذا شيئ مقيت؟؟ وآخر يقول ما الفرق بين أن أموت بيد جندى أمريكى أو على يد رجل ذو لحية يظهر الإيمان سيان فالموت هو هو وكنت أريد أن اقول شيئا ولكنى آثرت الصمت فالمكان معبأ برائحة الموت وقد إنحبس فى حلقى الصوت وشل منى اللسان فنظرت إلى الافق المظلم وإلى المكان وكانى اسمع صوت الشيطان يضحك ضحكته تهزنى وترعبنى وتشعل فى نفسى النيران فإستعذت بالله ورفعت يدى للسماء أجأر بالدعاء ياربنا إرفع عنا هذا البلاء | |
|